Jihad Para Sufi



الصوفية هم أهل الجهاد (السياسة الطاهرة )من قديم الزمان

Bottom of Form

أن ائمة التصوف من قديم الزمان كان همهم الأول والأخير الجهاد فى سبيل الله والإنشغال بأمور العامة والبلاد الإسلامية .

ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله :".... إنما التصوف والسير والمحبة، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله(1)".

أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.

ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه: الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً: "... وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..."(2).

وكيف يغيب عن بال الصوفيةالآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ماندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ): ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"(3).

وقريب من ذلك ماجاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:

"... إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص"(4) وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" (5).

أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء: "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."(6).

والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ): "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة"(7). ويذكر غيره: "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(8).

وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ)، وقال له: "أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً: "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...."(9).

ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وزبدة القول:

إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة"(10). فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:

ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل(11).

ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها.

يقول أحمد بن أبي الحواري(ت 230 هـ): "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية"(12).

ولننتقل الآن إلى أرض الواقع، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 هـ): "طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه".

فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه."(13). وذكر الحفاظ: "لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب"(14).

وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(15)، وقال أيضاً: "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (16). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.

من مأثوراته: "ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل"(17).

ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه:

محمد بن واسع- رحمه الله-(ت 123هـ)، ومالك بن دينار (ت 131 هـ). وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(8). وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (19) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه(20).

وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(21).

وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(22).

ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(23) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(24)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.

ومنهم عبد الواحد بن زيد -رحمه الله-(ت 177هـ) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...."(25)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: "لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد"(26).

ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(27).

من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.

ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-(ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(28)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"(29).

ومنهم شقيق البلخي -رحمه الله-(ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(30) فيما وراء النهر.

وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.

ومنهم علي بن بكّار -رحمه الله-(ت199هـ)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة".

قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً"(31).

ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله-(ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر"> المصيصة، فصحبه الصوفية...(32). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.

وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو.(33).

ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله-ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:

أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى

تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا

لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(34).

ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله-(ت 183هـ)، وقد أطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"(35)، وترجم له صاحب الحلية: "تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.

ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله-وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (36)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.

ويفرد لنا الجوزي فصلاًخاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (37). (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً.

ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهارمن أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع"(38).

فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(39).

ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(40)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(41).

ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(42). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.

* ومنهم السري السقطي -رحمه الله-(ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(43)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.

قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (44). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.

ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205هـ) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (45). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(46). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.

السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني (470 – 561هـ ) : ويذكر الدارسون أنه تاب على يديه أكثر من مائة ألف، يقول شكيب أرسلان : إن له أتباعاً لا يحصى عددهم، ووصلت طريقته إلى أسبانيا، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع بين البربر، يقول عنه الشيخ أبو الحسن الندوي ( وقد استطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن يستمر في دعوته وجهاده أكثر من نصف قرن، في بيئة اشتد فيها الاستبداد وأخفقت فيها الدعوات السياسية، واحتمل الأمراء والخلفاء نقده الشديد وإنكاره على تصرفاتهم، وقد كان لخلفائه وتلاميذه فضل كبير في المحافظة على روح الإسلام وحماسة الدعوة والجهاد ) وقد كان الشيخ عبد القادر الجيلاني ومريدوه يدعون للإسلام ويحاربون عدوه، ويفتحون قلوب الغلاظ الشداد للإسلام حتى صاروا يدخلون في دين الله أفواجاً .ومن جهاده الذي كان له الأثر الأكبر في الانتصار على الغزو الصليبي لبيت المقدس قيامه في إعداد أبناء النازحين من مناطق الاحتلال الصليبي، فقد كان يستقبلهم ويعدهم ثم يعيدهم إلى مناطق الثغور، ولقد أصبح منهم القادة والمجاهدون وكان على رأس الذاهبين الى دمشق الشيخ موسى بن الشيخ عبد القادر الذي عمل في تدريس الطلاب حتى وفاته عام 616هـ، ومن مشايخ التصوف الكثير الذين اعتمد عليهم صلاح الدين في جهاده وتحريره لبيت المقدس من مختلف الطرق الصوفية الذين اجتمعوا تحت راية الجهاد وقيادة صلاح الدين.

والسلطان صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين ومحرر الأقصى : قد ورد عنه أنه خلال المعارك كان يصحب علماء الصوفية لأخذ الرأي والمشورة فضلاً على أن وجودهم يعتبر حافزاً قوياً للمريدين على القتال ببسالة وشجاعة نادرة .

" عمر المختار والشريف السنوسي"

البطل المجاهد عمر المختار الصوفي الزاهد التابع للطريقة الصوفية السنوسية (1858-1931م) الذي جعل من زاويته الكبرى في واحة الجغبوب مقراً ومركزاً للعمليات العسكرية حتى استشهاده .

الشيخ أحمد السنوسي : استطاع صد الاستعمار الفرنسي والإيطالي عن طريق إنشاء الزوايا الصوفية في ليبيا والجزائر والصحراء حتى وصل إلى بحيرة تشاد في وسط إفريقيا ، والتي كانت تقوم بالدعوة إلى الإسلام ، فدخل كثير من الناس إلى الإسلام في نيجيريا وغانا والسنغال والكونغو وتشاد وأوغندا ... وضايقوا البعثات التبشيرية المسيحية ، فخافت الدول الاستعمارية من خطر الدعوة السنوسية ، فحاربتها بكل الطرق ، وضاق بهم المندوب الانجليزي ( اللورد كتشنر ) فأرسل للسيد السنوسي يتضرع إليه أن يخفف دعوت

لشيخ الصوفي محمد بدر الدين الحسني (1851-1935م) : ويعتبر المفجر الحقيقي للثورة السورية الكبرى ( 1925-1927م) وأصله من المغرب من ذرية الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات ولد في دمشق من أب قادري الطريقة كان فقيهاً زاهداً عارفاً بالله يغوص على مكنونات علم التصوف بدقة ، وعليه قرأ شيوخ المتصوفة في دمشق . وصفه صاحب الأعلام أن كان "ورعاً صواماً بعيداً عن الدنيا ، ولما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سوريا كان الشيخ يطوف المدن السورية متنقلاً من بلدة إلى أخرى ، حاثاً على الجهاد وحاضاً عليه ، يقابل الثائرين وينصح لهم الخطط الحكيمة ، فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين"

ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله-(ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(47).

ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي-رحمه الله-(ت 269هـ) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(48).

قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(49). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.

ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: ".... كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج"(50).

ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243هـ) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(51).

ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله(ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال.(52) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: "وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة"(53). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلى الثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية "وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(54).

منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله-(ت 225 هـ تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟! قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(55).

ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(56).

ومنهم زهير المروزي -رحمه الله-(ت 258هـ) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(57).

ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:

علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي(58) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 هـ) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أي شيء فاتك يامحروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على مافاتني.(59).

وروى أبو القاسم القشيري(ت 465هـ) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(60).

وفي الختام من المناسب أن نذكر مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937هـ).

- أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو.

- أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلمأن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.

- أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(61).

.

التصوف وأثره في نشر الدين:والفضل كل الفضل للطرق الصوفية في نشر الإسلام في أفريقيا السوداء، فكانت الطرق الشاذلية والتيجانية والسنوسية والقادرية من أهم أسباب المد الإسلامي في القرنين الثامن والتاسع عشر، في السنغال والنيجر، وتشاد، ومالي وغانا ونيجيريا حيث كانت تتغلغل بين الشعوب الوثنية في غرب القارة الإفريقية وقلبها.والأخلاق همّ الصوفية الأكبر وهي عماد منهجهم وذلك لأن اعتماد التصوف على مجاهدة النفس وتطهيرها من الأخلاق الذميمة ودوافعها من كذب وغيبة ورئاسة وسمعة وافتخار وخوض في الباطل وحقد وحسد ومباهاة، وبخل وطمع وعجب وغش وظلم للناس هذا ما يعرف بالتخلية، عن الأوصاف الذميمة لأنها نجاسات معنوية لا يمكن التقرب بها إلى الحضرة القدسية الإلهية، ولا بد أن يتحلى بالأوصاف الحميدة كالتوبة، والإعراض عن المعصية والحياء من الله، والطاعة، والصبر والورع، والزهد، والقناعة والرضا، والشكر، والثناء، وصدق الحديث، والوفاء، وأداء الأمانة ، وترك الخيانة، وحفظ الجوار، وبذل الطعام، وإفشاء السلام، وحسن العمل، والخوف، والرجاء، والصفح، والمودة. وهذا ما يعرف بالتحلية.والجهاد والتضحية والتحريض على استجابة داعي الكفاح والاستشهاد؛ من منهاج الصوفية الأخلاقي وتجسد هذا في مواجهة الاستعمار الإيطالي في ليبيا على يد: عمر المختار وعبد القادر الجزائري؛ في مواجهة الفرنسيين، والإمام شامل النقشبندي في مواجهة الروس، وكان للطرق الصوفية آثار عظيمة في إحياء الروح الإسلامية، والاعتزاز بالشخصية الإسلامية ومواجهة التيارات الإلحادية والمادية في الاتحاد السوفيتي السابقومقارعة قراصنة البرتغاليين في إثيوبيا على يد الشيخ أبادر، والجهاد عند الصوفية أرقى أعمال العبادة وأسماها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن جهاد أهل التصوف كان مكرسًا كله لقتال العدو الغازي أو لنشر الإسلام، ولم ينقل إلينا التاريخ تورط أهل التصوف في الفتن الداخلية في المجتمع الإسلامي أو الخلافات المذهبية أو العرقية أبدا حاشاهم من ذلك، وإنما كان دورهم جمع كلمة المسلمين وتوحيدهم في الوعظ والإرشاد على كلمة لا إله إلا الله، ولم يكفروا أحدا من أهل القبلة أو يخرجوه من الملة إلا من كان كافرًا صريح الكفر .

وأخيراً أرجو أن أكون في هذا العرض السريع، قد أزحت عن وجه من وجوه تراثنا المشرق، ماعلق به من فساد الدهر، وماتراكم عليه من غبار الزمن.

وألقيت الضوء على أبطال ميامين، وأولياء صادقين، عرفهم من عرفهم، وجهلهم من جهلهم. إنهم بلا شك ورثة تلك النماذج من الصحابة الكرام الأعلام، أمثال: علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وسواهم.

وما أحسن وصف الشاعر الصوفي البوصيري لهم حين قال:

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم *** ماذا رأى منهم في كل مصطدم

وعلى كل فإن هذا البحث يفتح آفاقاً جديدة، ويحتاج إلى دراسة واسعة أشمل، لأن مثل هذه الدراسة لن تعمق فهمها واحترامنا لتراثنا الروحي فحسب، ولكنها سوف تعمق وعينا بأنفسنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهذا مطلب بالغ الأهمية في هذه المرحلة من تاريخنا.

المصادر والمراجع

1- سير أعلام النبلاء: للذهبي: (مؤسسة الرسالة ، بيروت 1986) ج 15- ص 410.

2- الوصايا: لابن عربي. (مؤسسة الأعلمي، بيروت د.ت) ص 37 ومابعدها.

3- قوت القلوب: لأبي طالب المكي. (ط الميمنية، مصر 1310 هـ) ج1 ص 64.

4- احياء علوم الدين: للغزالي. (دار الفكر، دمشق 1994) ج4، ص 242.

5- المصدر السابق ج1 ص 359.

6- الفتوحات المكية: لابن عربي. (دار صادر، بيروت د.ت) ج2 ص 33.

7- أحياء علوم الدين ج4 ص 409.

8- الفتوة في الإسلام وصلة الفتوة بالتصوف: لإبراهيم الجمل. (نهضة مصر 1992)، ص 26.

9- كشف المحجوب : للهجويري. (القاهرة 1976) ص 232.

10- نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: لعلي سامي النشار. (دار المعارف، مصر 1978)؛ ص 44، ص 322. والمرابطة كما ذكر المقريزي في خططه: "ملازمة ثغر العدو، وقيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن البلاد والعباد".

11- إحياء علوم الدين ج4- ص 357.

12- طبقات الصوفية: لأبي عبد الرحمن السلمي. (دار الكتاب النفيس، حلب 1986)، ص 101.

13- قوت القلوب ج1، ص 150.

14- تذكرة الحفاظ : للذهبي ج1 ص 71. تهذيب التهذيب: للعسقلاني ج1، ص 483.

15- الطبقات الكبرى: لابن سعد. (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت) ج3 ص 175.

16- تهذيب الأسماء واللقاب؛ للنووي. (بيروت . د.ت) ج1- ص 162.

17- الزهد : للإمام أحمد بن حنبل. (دار الدعوة ، الإسكندرية 1987)، ص 348.

18- العقد الفريد: لابن عبد ربه ج6 ص 225. الإحياء: ج4، ص 249.

مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان. (القاهرة 1959)، ص 151.

19- البيان والتبيين : للجاحظ : (القاهرة 1948) ج1، ص 273.

20- التعرف لمذهب أهل التصوف : للكلاباذي. (بيروت 1993). ص 115.

ويعلق الهجويري على هذه العبارة: إن المرء عندما تغلبه المحبة للذات الإلهية، يصل إلى مرحلة لا يرى فيها الصنع وإنما يرى الصانع. وقال الشيخ ابن عربي في الفتوحات (ج4 ص 379): وماقال بالاتحاد- إلا أهل الإلحاد، ومن قال بالحلول فهو معلول بلا دواء له.

21- كنوز الأولياء: للزيلي الحنفي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 2927)، الورقة 60 أ. وانظر أيضاً عن جهاد عبد الواحد: حلية الأولياء ج6 ص 162. وجهاد مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

22- مشاهير علماء الأمصار ص 185.

23- حلية الأولياء: لأبي نعيم. (بيروت 1985) ج6 ص 227-228.

24- المصيصة، قال ياقوت في معجم البلدان: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، رابط بها الصالحون قديماً.

25- روض الرياحين في حكايات الصالحين: لليافعين: (مط الإبراهيمية، مصر د.ت)، ص 36.

26- حلية الأولياء ج6 ص 157.

27- المصدر السابق ج6 ص 194.

28- انظر: تهذيب تاريخ دمشق: لبدران. (بيروت 1979) ج2، ص 179. وانظر مقال : إبراهيم بن أدهم، مجلة التراث العربي، (العددان 11 و 12 لعام 1983).

29- البداية والنهاية: لابن كثير (بيروت 1966) ج10 ص 145. معجم البلدان مادة "سوقين".

30- سير أعلام النبلاء ج6 ص 313. تهذيب ابن عساكر ج6 ص 335.

31- صفة الصفوة: لابن الجوزي. (طبعات متعددة). والعلج: هو الرجل القوي الضخم من كفار العجم= لسان العرب.

32- تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت) ج10 ص 157.

33- الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: للمناوي. (مصر 1937). ج1 ص 176.

34- حلية الأولياء ج10، ص 165.

35-البداية والنهاية ج10 ص 200.

36- حلية الأولياء ج8 ص 207.

37- صفة الصفوة ج4، ص 255. وفي مواضع متفرقة. وطرسوس: في مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.

38- انظر مقال (المطوعة ودورهم في حراسة ديار العروبة والإسلام). مجلة العربي "الكويتية" العدد 287، ت1، 1982.

39- انظر بغية الطلب في تاريخ حلب: لابن العديم. (دمشق 1988) ج10، ص 4591. وانظر: الحياة السياسية في بلاد الشام: لأمينة بيطار. (دمشق 1980) ص 380.

40- الأعلام للزركلي. (بيروت 1989). ج2، ص 152.

41- شذرات الذهب: لابن العماد الحنبلي. وفيات 237 هـ. ومن أقوال حاتم: الجهاد ثلاثة: جهادك في سرك مع الشيطان حتى تكسره، وجهادك في العلانية في أداء الفرائض، وجهادك مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

42- تاريخ دمشق: لابن عساكر. (ط مجمع اللغة العربية، دمشق 1997)، المجلد 47، ص 358.

43- انظر: تاريخ بغداد ج9، ص 188.

44- صفة الصفوة ج2، ص 378.

45- البداية والنهاية، وفيات 205 هـ.

46- الزاهد العنسي أبو سلمان الداراني: الرياض شحادة.(دمشق 1997)، ص 184.

47- أبو يزيد البسطامي: لعبد الحليم محمود، (بيروت د.ت) ص 73.

48- تاريخ بغداد ج1 ص 390.

49- طبقات الأولياء: للخاوي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 16627) ورقة 61 أ.

50- تاريخ بغداد ج8 ص 484.

51- صفة الصفوة ج2، ص 278.

52- شرح حديث النزول: لابن تيمية. (بيروت 1977)، ص 123.

53- روض الرياحين في حكايات الصالحين. ص 211.

54-انظر مقال: (حياة الناس في مدن الثغور)، مجلة دراسات تاريخية: العدد 4 لعام 1981.

55- صفة الصفوة، ج4 - ص 279.

56- العصر العباسي الثاني: لشوقي ضيف . (دار المعارف. نصر د.ت). ص 473.

57- تاريخ بغداد، ج8، ص 484.

58- طبقات الأولياء: لابن الملقن. (بيروت 1986)، ص 355.

59-تاريخ دمشق، المجلد 43 ص 328. قلت : وهذا من باب الكشف عند الصوفية، يذكر ابن خلدون في مقدمته ص 329: "أن المجاهدة والخلوة، يتبعها غالباً حجاب الحس، والإطلاع على عوالم من أمر الله..." وقد وقع مثل هذا لكثير من الصحابة، كقول عمر رضي الله عنه: ياسارية الجبل الجبل، وهوعلى منبر المدينة وسارية بنها وند.

60-الرسالة القشيرية: لأبي القاسم القشيري. (بيروت د.ت) ص61.

61- لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود، المحمدية: للشعراني. (حلب 1991)، ص 146، ومابعدها.

ماضي المصري : الإسلام وطن أون لاين , مصطفى فهمي: رسالة دكتوراه -كلية دار العلوم-جامعة القاهرة ,

أسعد الخطيب : باحث متخصص في التراث الصوفي