ن التصوف منهج أصيل للإصلاح


منهج أصيل للاصلاح


تقرير مفصل عن وقائع المؤتمر الدولى الأول عن التصوف منهج أصيل للإصلاح والمنعقد بالقاهرة فى الفترة 24-26 سبتمبر 2011


أهمية الدعوة إلى المؤتمر
 بالنظر إلى الظروف الراهنة التي تمر بها منطقتنا العربية وتعدد التيارات الفكرية والسياسية التي تتبنى أطروحات الإصلاحمن الداخل ومن الخارج...
 وتأكيداً على قصور دعوات الإصلاح المقتصر على الهياكل والأشكال دون الجوهر والمضمون، وأن بناء الفرد المؤمن هوأساس كل إصلاح ، وأن تزكية النفس هي الضمان الحقيقي لبقاء الإصلاح نابعاً من عمق الحضارة الإسلامية وتراث الأمة،وأن كل إصلاح يغفل الفرد كأساس أي بناء أو إصلاح فقد أغفل المنهج الرباني...
 ومع الحاجة الماسة إلى بيان دواعي الإصلاح وضروراته وتحرير محل النزاع فيما يتعلق باشكاليات الإصلاح، وبيانأهمية الخيار الصوفي في ضوء الخيارات المتاحة للإصلاح، وتوجيه وترشيد التصوف ورد الممارسات الصوفية إلى الكتابوالسنة بفهم العلماء الربانيين دون إفراط أو تفريط، ومن ثم توجيه كل الطاقات الإيمانية نحو البناء والإصلاح على المنهجالرباني الروحي الأصيل بدلاً من الهدم والتفريق والتكفير الذي تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة...
  تبرز أهمية دعوة أكاديمية الإمام الرائد لدراسات التصوف وعلوم التراث بالعشيرة المحمدية إلى عقد المؤتمر الدولي الأول من نوعه تحت عنوان التصوف كمنهج أصيل للإصلاح، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر،وبرعاية وزارة الأوقاف المصرية ومشيخة الطرق الصوفية والرابطة العالمية لخريجي الأزهر و مؤسسة طابة للدراسات الإسلاميةبأبوظبي، وبحضور أكثر من ثلاثمائة عالم وفدوا من خمسةوثلاثين دولة،وذلك في أرجاء مركز مؤتمرات الأزهر بمدينةنصر بالقاهرة.
جلسات المؤتمر
  بدأت جلسات المؤتمر الدولي الأول للتصوف في الفترة من 26-28 شوال 1432هـ الموافق 24-26 سبتمبر 2011( بعدما تم تأجيله عن موعده المقرر سلفاً في 25-27 ديسمبر 2010) عبر خمسة محاور رئيسة : الحاجة إلى الإصلاح فيالمجتمعات العربية والإسلامية،التصوف كمنهج للإصلاح،إشكاليات التصوف والإصلاح، لتصوف وإمكانية الإصلاح، نماذجمن التصوف في الإصلاح قديماً وحديثاً.
   شارك في الكلمات الافتتاحية للمؤتمر في جلسته الأولى سماحة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ،ومعالى وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشائخ الطرق الصوفية،وبحضور عدد كبيرمن ممثلي التيارات السياسية والدينية ومرشحي رئاسة الجمهورية.
  ومن كلمات السادة العلماء في الجلسة الافتتاحية في اليوم الأول للمؤتمر :
1- فضيلة الشيخ أسامة الأزهري وافتتاح مؤتمر التصوف منهج أصيل للإصلاح.
2- كلمة السيد عصام الدين زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية و مقرر المؤتمر.
3- كلمة سماحة د. حسن الشافعي أمين عام المؤتمر ممثلاً لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
4- كلمة د. يونس جوفروا أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ستراسبوج بفرنسا ممثلاً للوفود الأجنبية.
5- كلمة فضيلة الشيخ د. عبد الناصر جبري عميد معهد الدولة بلبنان.
6- كلمة سماحة السيد محمود الشريف نقيب الأشراف بمصر.
7- كلمة سماحة الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشائخ الطرق الصوفية بمصر.
8- كلمة سماحة د.علي جمعة مفتي الديار المصرية.
9- كلمة سماحة د.محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف.
وقد ألقي الأستاذ الدكتور حسن الشافعي رئيس أكاديمية التصوف كلمته نائباَ عن الإمام الأكبر الذي حرص على الالتقاء بوفود المؤتمر بمشيخة الأزهر مؤكداً فضيلته على أهمية المؤتمر الدولي للتصوف ليس فقط من الناحية العلمية والأكاديمية باعتباره أول مؤتمر من نوعه يعقد في رحاب الأزهر الشريف، ويجمع كوكبة من علماء الأمة الأفاضل من مشارق الأرض ومغاربها، ولكن أيضاً من ناحية السلوك لأن التصوف علم مشروط بالتطبيق السلوكي القويم.وأن مجتمعاتنا في أمس الحاجة إلى نهضة سلوكية وأن الحضارة هي سلوك أولاً وأخيراً وأن التصوف يمثل قوة كبيرة من ناحية العدد ومن ناحية التأثير.
أكد الحبيب علي زين العابدين الجفري في كلمته ضمن جلسة المحاضرات العامة في اليوم الأول للمؤتمر على أهمية الدعوة إلى الإصلاح من داخل بيت الخطاب الصوفي انطلاقاً من السنة القرآنية لنقد الذات، فلا يتصدر التصوف جاهل بعلم ولا فاقد للقدوة والسلوك في اليوم والليلة،وأن أكثر مشكلات العالم إنما نتيجة عدم إتاحة الفرصة لظهور العلماء الربانيين العاملين بعلمهم ونفعهم للناس.
نوه الحبيب علي زين العابدين الجفري بدور الأزهر الذي يقوم على قواعد ثلاث أصيلة:أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، والفقه القائم على المذاهب الأربعة مع احترام المذاهب الأخرى، والتصوف وتزكية الأنفس،بحيث لا نجد سنداً واحداً متصلاً لروايات القراءات القرآنية أو كتب الحديث يخلو من صوفي أو أشعري أو ماتريدي في طريقه، مستعرضاً فضيلته دور التصوف الأصيل في نشر المنهج السني الوسطي في ربوع الأرض وأقطارها، وفي تقديم الحلول الناجعة للإشكاليات الراهنة والتي هي بالأساس من نتائج تضييع تزكية الأنفس في العالم.
كذلك شهدت الجلسة الثانية المخصصة للمحاضرات العامة كلمة لكل من السادة العلماء:
1- فضيلة د. أسامة الأزهري وافتتاح جلسة المحاضرات العامة في اليوم الأول للمؤتمر.
2- كلمة الأستاذ عبد الرحمن البر عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين ممثلاً للمكتب.
3- كلمة فضيلة الشيخ عبد الله الشيخ سعيد الكردي رئيس اتحاد العلماء المسلمين بكردستان العراق.
4- كلمة فضيلة الشيخ  محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية.
5- كلمة الأستاذ  د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق.
6- كلمة فضيلة الشيخ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء بالجزائر.
7- كلمة فضيلة الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني حافظ صحيح البخاري ومحدث الإسكندرية.
8- كلمة الحبيب علي زين العابدين الجفري مؤسس ورئيس مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية بأبوظبي.
9- كلمة سماحة السيد يوسف الرفاعي .
أوراق المؤتمر البحثية
هذا وقد شهدت القاعة الكبرى بمركز مؤتمرات جامعة الأزهر على مدار اليومين التاليين وعبر عشر جلسات عرض ومناقشة ما يزيد عن سبعين دراسة وورقة بحثية قدمها السادة العلماء المشاركين في مؤتمر التصوف، من جميع أنحاء العالم، وتنوعت عناوينها وموضوعاتها بحسب المحاور الرئيسة للمؤتمر.
ومن الكلمات والمداخلات المرئية التي تمت مناقشتها في جلسات المؤتمر:
1- كلمة سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين السابق رئيس الجلسة الأولى في اليوم الأول.

2- كلمة سماحة الشيخ عبد الفتاح البزم مفتي دمشق(سوريا).
3- كلمة د.فوزية العشماوي بعنوان تأثير التصوف في المجتمعات الأوروبية(مصر).
4- كلمةد.دين محمد ميرا بعنوان ضرورة التصوف في إصلاح الفرد والجماعة(سريلانكا).
5- كلمة د.حمزة ذيب مصطفى بعنوان الحاجة إلى الإصلاح ودواعي الإصلاح في المجتمعات العربية(الأردن).
6- كلمة فضيلة الشيخ د.محمود عزب رئيس الجلسة الأولى في اليوم الثاني.
7- كلمة د.محمد بن بريكة بعنوان بناء الإنسان الصوفي وأثره في حوار الحضارات : قراءة في المنهج وتجلياته الإنسانية (الجزائر).
8- كلمة د.أمين يوسف عودة بعنوان تقريب الخطاب الصوفي ونشر ثقافته الأخلاقية والمعرفية سبيل إلى إصلاح الذات والآخر(مصر).
9- كلمة د.عبد الله شريف وزاني بعنوان الطريقة الوزانية نموذج التعاون الصوفي مع السلاطين في ميدان الإصلاح(المغرب).
10- كلمة الأستاذة حكيمة الشامي بعنوان علي بن ميمون الغماري وإشكالية الإصلاح الصوفي خلال القرن العاشر الهجري(المغرب).
11- كلمة د.رضوان سعيد الكردي بعنوان نظرية التصوف والإصلاح(الأردن).
12- مناقشات الحضور في الجلسة الأولى لليوم الثاني للمؤتمر برئاسة د. محمود عزب.
13- كلمة د.محمد أبو هاشم رئيس الجلسة الثانية لليوم الثاني للمؤتمر.
14- كلمة د.مادح ملا محمد الكردي النقشبندي بعنوان الحاجة إلى الإصلاح ودواعيه(العراق).
15- كلمة د.عبد الرحمن عباد بعنوان جهاد الدفع.
16- كلمة د.ثناء الله الأزهري بعنوان دور الأدب الصوفي في إصلاح المجتمع في شبه القارة الهندية(باكستان).
17- كلمة د.محمد عبد السلام لودوز بعنوان النهضة الروحانية عند الشيخ عبد الواحد يحيي ( بالفرنسية).
18- ترجمة كلمة د. محمد عبد السلام لودوز(فرنسا).
19- كلمة المستشار محمد علي الهاشمي بعنوان ماهية المنهج الصوفي في الإصلاح(دولة الإمارات العربية).
20- كلمة د.على فياض – النائب بالبرلمان اللبنانى.
21- كلمة د.غلام شمس الرحمن عن التصوف الفقهي في تطبيقات الشيخ زروق(باكستان).
22- كلمة الأستاذ داوود جريل بعنوان الشروط الشعيبية لإصلاح الراعي والرعية(فرنسا).
23- كلمة د يونس جوفروا بعنوان من تحرير النفس إلى تحرير المجتمع(فرنسا).
24- كلمة الأستاذ أحمد جان الأزهري بعنوان تاريخ التصوف والإصلاح في شبه القارة الهندية ونماذج من المصلحين من المتصوفة.
25- كلمة د.أحمد بوسنة بعنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعوة إلى الإصلاح(الجزائر).
26- كلمة د.سيد جهان باغجوان بعنوان المعتزلة الزهاد الأوائل ودورهم في إصلاح المجتمع(تركيا).
27- كلمة د.عبد الباقي مفتاح بعنوان الشيخ أحمد بن إدريس :لمحة عن حياته وآثاره في العالم الإسلامي(الجزائر).
28- كلمة د.عبد الهادي الكردي بعنوان مفهوم التصوف ونماذج من أعلام الصوفية في إصلاح الناس(العراق).
29- كلمة د.أحمد محمود كريمة بعنوان الحاجة إلى الإصلاح المعرفي والدعوي(مصر).
30- كلمة د.محمد مدثر بعنوان كيف يمكن للتصوف الإسهام في المجتمعات العربية والإسلامية والغربية(إيطاليا).
31- كلمة الأستاذ رجب محمد اشطيبه بعنوان التصوف الإسلامي والإصلاح السياسي (الحركة المهدية في السودان)( ماليزيا).
32- كلمة الشيخ أبو بكر أحمد بعنوان التصوف منهج أصيل لإصلاح الفرد والمجتمع(باكستان).
33- كلمة د. محمد بن أحمد صالح الصالح بعنوان الحاجة إلى الإصلاح ودواعي الإصلاح في المجتمعات العربية والإسلامية(المملكة العربية السعودية) .
34- كلمة د. تيسيير أبو خشريف.
35- كلمة د. يحيى الرافعى.
36- كلمة د. رأفت غنيمي الشيخ بعنوان نماذج من الإصلاح الصوفي بأفريقيا(مصر).
37- كلمة الشيخ محي الدين الأسنوي بعنوان الإمام محمد زكي إبراهيم : جهوده ومنهجه في الإصلاح(مصر).
38- اجازة العلامة المعمر الشيخ معوض عوض إبراهيم.
39- كلمة الإعلامي عمرو الليثي وحديث عن تجربة جمعية واحد من الناس التطوعية(مصر).
40- كلمة الفنان محمد صبحي وحديث عن تجربة مؤسسة معاً التطوعية(مصر).
41- كلمة د.محمد الصهرجتى وحديث عن تجربة العشيرة المحمدية التنموية(مصر).
42- كلمة القاضى د. يحيى الرافعى.
43- ختام جلسات المؤتمر.
44- الجلسة الختامية وسرد توصيات المؤتمر.
توصيات المؤتمر
صدرت عن المؤتمر في ختام جلساته العشر التوصيات التالية:
"في ضوء المناقشات والمداخلات والاقتراحات التي استغرقت عشر جلسات انتهت الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم الأثنين 28 شوال 1432هـ الموافق 26سبتمبر2011م توافق المشاركون على التوصيات الآتية:
أولا: عقد هذا المؤتمر بصفة دورية حسب الدولة الداعية إليه.
ثانيًا: تأسيس هيئة صوفية عالمية تضم كافة الطرق والمؤسسات والتنظيمات الصوفية الشرعية تعمل على تنظيم الصف وتنسيق الجهود والأنشطة العلمية والسلوكية والدعوية والإعلامية وتوثيق الروابط بين الحركة الصوفية في العالم الإسلامي ومؤسسات التعليم الشرعي بقيادة الأزهر الشريف وذلك على الصعيد العالمي، ويكون مركزها الرئيسي القاهرة.
ثالثا: دعوة الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات العلمية والفكرية والثقافية والإعلامية ومراكز التأثير والرأي إلى ترسيخ القيم الروحية وقيم الوسطية والاعتدال في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها بكافة الوسائل والآليات الممكنة.
رابعًا: يوصي المؤتمر جميع التيارات والاتجاهات والمؤسسات الدينية والدعوية والمدنية صوفية أو سلفية أو غيرها إلى مزيد من التفاهم والتقارب والتضامن على أساس من:
أ-التعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه.
ب-عدم الوقوع في أعراض العلماء والدعاة، وتأكيد الاعتداد بالأزهر الشريف مرجعية علمية.
وللاتفاق على سبل توحيد الأمة وجمع شتاتها على الأصول المشتركة بينها، ووضع ضوابط الاختلاف في الفروع.
خامسًا: الدعوة إلى إنشاء قناة فضائية تهتم بقضايا الأخلاق والقيم الروحية ونبذ العنف والغلو.
سادسًا: تأسيس مركز أبحاث يعمل على نشر العلم، وتصحيح المسار، والوحدة بين أبناء الأمة الواحدة، ومتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر.
سابعًا: يشيد المؤتمر بالدور الفاعل للمشيخة العامة للطرق الصوفية في توجهاتها الإصلاحية، ويثمن ما ورد في خطاب شيخ مشايخها في الجلسة الافتتاحية؛ خاصة ما يتعلق بوضع وتفعيل الضوابط العلمية الشرعية لتولي مناصب الدعوة والإرشاد في الطرق الصوفية على وجه يجمع بين الشريعة والحقيقة ويصل الفقه والأصول بالطريقة تحت إشراف الأزهر الشريف، معتبرين ذلك ركيزة أساسية لنهضة صوفية إصلاحية فاعلة.
ثامنًا: طالب المؤتمر الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم والمنظمات الدولية بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
تاسعًا: طالب المؤتمر الحكام بسرعة اتخاذ الإجراءات الإصلاحية الجادة والكفيلة بتفادي إسالة الدماء، وناشد الجميع الحفاظ على وحدة الأوطان وسلامتها.
عاشرًا: العلم على تفعيل نظام الدبلوماسية الشعبية استنادًا إلى الحضور الصوفي القوي في السودان الشقيق لإنهاء الصراع بين الفصائل المتقاتلة هناك.
وصلاةً وسلامًا على المصطفى في البدء والختام.