رؤساء مشيخة الطرق الصوفية في مصر
لما توفي السيد محمد توفيق البكرى ( ت1329هـ/1911م) قام الملك فؤاد – تحت رعاية الحكومة البريطانية – بتعيين السيد عبد الحميد بن عبد الباقي البكرى، ثم من بعده السيد أحمد مراد بن عبد الحميد بن عبد الباقي البكرى (ت1368هـ/1947م) والذي بوفاته خرجت –إلى الأبد– مشيخة الطرق الصوفية من بيت البكرى في عهد فاروق .
ثم تولى رئاسة المشيخة بعد ذلك كل من :
الشيخ أحمد الصاوي، من سنة (1368هـ/1947م) إلى سنة (1378هـ/1958م).
الشيخ محمد محمود علوان، من سنة (1378هـ /1958م) إلى سنة (1400هـ/ 1979م)([1]) .
الشيخ محمد السطوحي، من سنة (1400هـ/1979م) إلى سنة (1404هـ/1983م).
الدكتور أبو الوفا التفتازاني، من سنة (1404هـ/1983م) إلى سنة (1415هـ/ 1994م).
الشيخ أحمد عبد الهادي القصبي، من سنة (1415هـ/1994م) إلى سنة (1418هـ/ 1997م ).
الشيخ حسن سعيد الشناوي، من سنة (1418هـ /1997م) إلى سنة (1429هـ/ 2008م).
الشيخ أحمد كامل ياسين، من سنة (1429هـ/2008م )
الشيخ عبدالهادي القصبي ، من سنة (1429هـ/2008م ) إلى الآن.
ومن الجدير بالذكر أنه في عهد محمد محمود علوان صدر القانون المنظم للطرق الصوفية رقم (118) لسنة 1976م، والذي ينص على أن المجلس الأعلى الصوفي يتكون من عشرة أعضاء منتخبين من مشايخ الطرق الصوفية، وخمسة أعضاء معينين بحكم وظائفهم، ويمثلون وزارات: الأوقاف والتنمية الإدارية والثقافة والداخلية والأزهر الشريف، ويتخذ هذا المجلس قراراته بالأغلبية، وتجرى الانتخابات كل ثلاث سنوات، وينتخب شيخ المشايخ من بين أعضاء المجلس المنتخبين من زملائهم مشايخ الطرق الأخرى ليصدر بشأنه قرار من رئيس الجمهورية.
ويرى البعض أن هذا القانون جعل من الصوفية هيئة عامة ذات شخصية معنوية مستقلة يرأسها المجلس الصوفي الأعلى، وهذا يعني حظر التدخل في السياسة وممارستها على الصوفيين تحت شعار أن الصوفية تربية للنفس تؤدي إلى مكارم الأخلاق([2]) .
ومن الجدير أيضا بالذكر تعيين الدكتور " أبو الوفا التفتازاني " في منصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية خلفًا للشيخ " سطوحي " وقد كان أمرًا مستحبًا ومرغوبًا لدى كثير من مشايخ الطرق، حيث رأوا في تعيين أستاذ جامعي في هذا المنصب ردًّا كافيًا على الذين يتهمون الطرق الصوفية باللاعصرية والجهل، كما أن النظام السياسي قد رأى في الشيخ الجديد ممثلاًَ جيدًا للحركة الصوفية المنظمة([3]).
وقد أثبت هذا بالفعل الدكتور التفتازاني إذ تقدم المجلس الأعلى للطرق الصوفية بخطة عمل مفصلة، مدتها ثلاث سنوات، كان أهم بنودها :
1- العمل على تشجيع التأليف العلمي في مجال علوم الشريعة والتصوف.
2- تمارس الطرق الصوفية دورها في ميدان الخدمة العامة والرعاية الاجتماعية كإنشاء دور العلاج ورعاية المسنين وغير ذلك من الخدمات.
3- إنشاء معهد للدراسات الإسلامية الصوفية للنهوض بالدراسات الإسلامية، ومجلة علمية سنوية.
4- إنشاء دور للتأهيل المهني وأندية دينية للأطفال، ومحو الأمية عن طريق ما يسمى المرحلة الشعبية في معاهد الدراسات الصوفية الإسلامية([4]) .
ويطلق على التنظيم الرسمي للطرق الصوفية في مصر، والمراكز والوظائف الاجتماعية المختلفة لأعضائها؛ البناء السُّلمي الروحي للطرق الصوفية، ويتكون من :
1- مشيخة الطرق الصوفية : ويتولى رئاستها والإشراف عليها شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي يقوم بتنفيذ القرارات الصادرة من المجلس الصوفي الأعلى.
2- المجلس الصوفي الأعلى : ويتكون من شيخ مشايخ الطرق الصوفية رئيسًا، وأربعة عشر عضوًا، ويختص المجلس بتعيين مشايخ الطرق أو فصلهم من مناصبهم أو إيقافهم لمدة معينة بالإضافة إلى حل المشكلات التي تواجه الطرق.
3- مشايخ الطرق الصوفية : ويتولى كل شيخ الإشراف على شئون الطريقة ويرعى آدابها وسلوكها، وعدد المشايخ وقت هذا البحث ستة وسبعون شيخًا.
4- وكلاء المشيخة العامة : يوجد في كل محافظة من محافظات مصر، وفي كل مركز من مراكزها وكيل عن المشيخة العامة للطرق الصوفية، دوره الإشراف على الشعائر التي يقوم بها رجال الطرق في المواكب والاحتفالات، وهم حلقة الوصل بين رجال الطرق والجهات الإدارية.
5- النواب : تعتمد عليهم الطرق في انتشارها، فلكل شيخ نواب يمثلونه في المحافظات والمراكز التي له فيها أتباع، ويتولى النائب الإشراف على الخلفاء والمريدين، بالإضافة إلى نشر الطريقة واكتساب أعضاء جدد، فالنائب هو حلقة الاتصال بين الشيخ وأفراد الطريقة.
6- الخلفاء : وهم بعد النواب في التسلسل التنظيمي للطرق الصوفية في مصر، وتقع على عاتقهم مسئولية نشر الطريقة في الأحياء المختلفة، ويقومون بفتح مجالس الذكر، ويديرونها، كما يتولون الدعوة لاتِّباع الطريق الصوفي وآدابه وأخلاقه، ويسعون إلى تحقيق قيم الجماعة.
7 النقباء : ويختارهم الشيخ من بين مريديه، ووظيفتهم تتمثل في القيام بالخدمات العامة التي تحتاجها الطريقة، فالنقيب عضو من أعضاء الجماعة يكلف بالقيام بتأدية خدمة لباقي الأعضاء، واختياره يعد تكريمًا له ودلالة على تمتعه بمكانة اجتماعية أعلى من المريدين في السلم الرئاسي.
8- المريدون : وهم أكبر أعضاء الجماعة الصوفية عددًا، ويقعون في أدنى التسلسل التنظيمي، وتقاس قوة الطريقة ونفوذها بأعداد مريديها، فكلما زادت العضوية اعتبرت الطريقة أكثر نفوذًا وأكثر تأثيرًا في جذب الأعضاء الجدد لها.
(1) عُيِّن بقرار جمهوري – لأول مرة – من حكومة ثورة يوليو 1952م.
(1) أحمد حمدي: نظرة على الطرق الصوفية، ص 49، مجلة الهلال المصرية، يونيو 1985م.
(2) د/ زكريا سليمان بيومي: الطرق الصوفية في مصر، ص 71.
(3) د/ أبو الوفا التفتازاني: حقائق عن الصوفية، ص 114، مجلة الهلال المصرية، عدد يونيو 1958م.
المصدر: مصطفى فهمي: رسالة دكتوراه-كلية دار العلوم-جامعة القاهرة
http://kenanaonline.com/users/Dr-mostafafahmy/topics/92887/posts/279691